السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله إنني أحبكم في الله، وأسأل الله جل جلاله أن يجعل كل هذا العمل في ميزان حسناتكم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
لا يخفى عليكم هذا الزمان وفتنه، ومع مرور الوقت أزداد حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي أوصانا في حديثه عن فتنة النساء وخطرها على الرجال.
أحاول غض بصري قدر المستطاع، فبلدنا كثير التبرج، والعياذ بالله، ولا أخفي عليكم أنني لا أكون مرتاحا إلا بإبقاء عيناي في الأرض، فحتى تلك النظرة الأولى أتألم فيها شديد الألم، فإما أتحسر على حال تلك المرأة، وأود لو أنصحها وأبين لها الحق، ويصل بي الحال في مرات عدة إلى البكاء الشديد.
أو إذا أغوتني نفسي والشيطان، وأطلت النظر تحت ذريعة أن أرى أين وصل المنكر؛ يصيبني اكتئاب شديد، وحسرة، وأتألم مرة أخرى على حال هذه الأمة، رجالا ونساء، وأود أن أصرخ بأعلى صوتي؛ لأوقظ الناس، وأبين لهم ما علمني الله، والله لا أزكي نفسي، غير أنني على يقين أن الأمة ضاعت وراء تيار الشهوات.
أحاول ما استطعت أن أبتعد عن مواطن الفتن، وقد أغير برنامجي بالكامل، إن أحسست بفتنة في مكان ما، ولا أسلم على نساء العمارة التي أقطن فيها، كبارا وصغارا، وبصراحة لا آمن على نفسي الفتنة، فقد تعرضت مرارا لمحاولات إغواء، وأنا غير متزوج، فهل هذا الحال يعتبر تشددا؟
لقد منَّ الله علي بالهداية منذ سنتين، ولم أذق في حياتي قط لذة تضاهي لذة الانكسار والتذلل بين يدي الملك الجليل، فرجاء أدعوا لي، وكلُّ من يقرأ هذه الاستشارة، بالتوفيق والثبات على طاعة الله.
جزاكم الله خيرا، ورزقكم الفردوس الأعلى.