السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكركم على حسن تفاعلكم مع المستشارين ولكم خير الجزاء، تشجعت بعد أن تابعت استشاراتكم العديدة المتميزة أن أرسل لكم مشكلتي وهي:
أنا فتاة متزوجة منذ سنتين وسبعة أشهر، لدي بنت صغيرة، أسعى أن يتوفر لي منزل يرضي الله ويكون قدوة للمسلمين، ألبس اللباس الشرعي، وأجاهد نفسي للمحافظة على الصلوات التي تكون ثقيلة علي بسبب اكتئابي، وعدم الإحساس بالراحة وعدم وجود رغبة في فعل شيء.
أعاني من صراع في علاقتي الزوجية، وإمكانية الطلاق جراء سلوكي الذي هدم علاقتي بزوجي، فأنا كثيرا ما أتسبب بالمشاكل من لا شيء، أهمل بيتي رغم حبي للنظافة، لا أكترث لما يقول زوجي رغم حبي له، وهذا لا يحصل إلا في بيتي ومع زوجي، أعاند كثيرا وأخالفه رغم معرفتي أنني أحيانا مخطئة، أتكاسل في القيام بواجباتي، وأحس في معظم الوقت بالحزن والكره نحوه، وأي لوم من زوجي تنفعل معه أحاسيسي، رغم أنه على حق، وأصبح عصبية إلى حد الانهيار والتفكير في الموت، حقيقة أظن أن حياتي الخاصة قبل الزواج لها دور في هذا، فقد تعرضت لضغوطات نفسية جراء الشجارات التي تحصل يوميا بين أبي وأمي، كان أبي عنيفا لفظيا ومعنويا وكان يستعمل الضرب للانتقام من أمي، وكان يستعمل أسوأ الألفاظ إلى حد بكائي.
وعندما كبرت قليلا حد العاشرة تحملت رغما عني مسؤولية أخي المولود حديثا، وعدم رضاهما دائما بما أقوم به، فمع كل بكاء لأخي أتحمل اللوم، ومسؤولية المنزل كانت ثقيلة على عاتقي، كنت قبل التزامي أروي قصصا خيالية كثيرة، وأسعى أن أنقل فقط ما يحزن -والله المستعان- فكان ذلك يريحني بأن أكون محط اهتمام، منعتني أمي من المخالطة واللعب والأصدقاء وكانت شديدة الحرص على مراقبتي خوفا علي، اعتدت في صغري على أن كل شيء أفعله بعد موافقة أمي عليه، وأي شيء تختاره أمي لي لترضى، ولا تهتم لرأيي وتفرض علي فقط ما تريد، فأنا لا أقرر ولا أشارك ولا أختار، أحس أني عديمة الثقة في نفسي، عنيدة جدا ولا أشعر أبدا بالرضا، حاولت تغيير نفسي وسلوكي مرارا وتكرارا لكن لم أنجح.
هل أعاني حقا من مرض نفسي يستحق العلاج؟ وما هو تفسير ما يحدث لي؟ وهل يوجد حل لما يحدث لي؟ فأنا مرهقة ومللت العيش بهذه الطريقة السيئة.