السؤال
أريد أن أتعرف على شاب لأدعوه، ولكني لا أعرفه، وفي نفس الوقت أنا خجول، فأفيدوني أفادكم الله، وجزاكم الله خيراً.
أريد أن أتعرف على شاب لأدعوه، ولكني لا أعرفه، وفي نفس الوقت أنا خجول، فأفيدوني أفادكم الله، وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الداعية/ مد عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ابني الفاضل! نسأل الله العظيم أن يحفظك، وأن ينفع بك بلاده والعباد، وأسأله تبارك وتعالى أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يبلغك المنى والمناجح.
شكراً لك على هذه المشاعر الطيبة تجاه زميلك هذا، وهكذا ينبغي أن يكون المسلم في حرصه على هداية الناس، ولئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم.
وخير بداية لدعوة الآخرين إلى الله هو تمسكنا بهذا الإسلام، فإن المسلم داعية لدينه بالتزامه وأخلاقه، وداعية للإسلام بأقواله وأفعاله، والالتزام له أثرٌ عظيم على الآخرين.
وعليك بعد ذلك التعرف على هذا الشاب، والإحسان إليه، وتعميق العلاقة معه حتى تتكون أرضية مشتركة ويحدث التقارب بينكما.
واحرص على أن تبدأ بتعميق معاني الإيمان في نفسه، وخذه إلى البيئات الطيبة، واحرص على الإشادة بالجوانب الإيجابية فيه، واجعلها مدخلاً لدعوته إلى الله، والنفوس جبلت على حب الثناء، ثم تنبهه بلطف إلى جوانب النقص، وابدأ بأعظمها، واترك الأخطاء الصغيرة، فإن الطيب يعالج الأمراض الخطيرة قبل غيرها.
واجتهد في التوبة إلى الله، والدعاء له في الليل، ودعوته إلى الله في النهار، وأرجو أن تتواضع له، ولا تظهر له أنك أعلم منه حتى لا يجد الشيطان مدخلاً فيفسد بينكما، ويصده عن الخير، واحرص على أن تكون النصيحة سراً بألفاظ لينة وفي الوقت المناسب، وقل له: نِعْم أنت لو كنت تشهد صلاة الفجر في جماعة مثلاً، وهذا منهج نبوي قاله لابن عمر: (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل)، فكان من آثار هذا التوجيه وبركته أن ابن عمر لم يترك قيام الليل بعد هذا الكلام أبداً، وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً لخزيم: (نعم الرجل أنت، لولا إرخاء شعرك وإسدال ثوبك).
ولا داعي للخجل؛ لأن أهل الباطل لا يخجلون ولا يبالون والعياذ بالله مع أنهم على الباطل، فلماذا نخجل نحن ونضعف عن إبلاغ هذا الدين العظيم، ونحن مسئولون أمام الله عن نصر الإسلام ونشره.
أسأل الله العظيم أن يهدينا، وأن يجعلنا سبباً لمن اهتدى، وبالله التوفيق.