السؤال
السلام عليكُم ورحمة الله وبركاته
أولاً: أحب أن أشكركم على افتتاح موقع مثل إسلام ويب، وأرجو لكم التوفيق من أعماق قلبي.
في الحقيقة لا أدري من أين أبدأ تماماً، وأرجو ألا تكون أسئلتي ثقيلة عليكم، وجزاكم الله خيراً.
أنا فتاة، وأبلغ 17 سنة، أنا كتومة، وأحياناً لا أفهم نفسي، ولا أدري لماذا؟
منذ سنتين، تبتُ إلى الله، وأصبحت أداوم على الطاعات، وأحافظ على الصلوات، وأقرأ القرآن، وكنت سعيدة؛ لأنني كنت قادرة على قيام الليل، كان همي رضى الله سبحانه وتعالى، عندما حاولت التقرب إليه شعرتُ بسعادة كبيرة، أدركت أن الله هو الوحيد الذي يفهمني، وأنني لن أحتاج إلى أحد، داومت على قراءة أمور تتعلق بالدين والتقرب إلى الله أكثر وأكثر، ولكنني رغم كل ذلك كنت أجد أن الشيطان يجعلني أشعر وكأن الله لا يحبني، وحاولت مراراً وتكراراً إبعاد هذه الفكرة عن رأسي، ورغم معرفتي أن الله وحده هو القادر على كل شيء إلا أنني لم أكُن واثقة بنفسي، وما أن يحدث أمر لا أريده حتى أشعر وكأن الله لا يحبني.
عندها استمررتُ في الصلوات، ولكنني لم أشعر بالخشوع أبداً، أردت حقاً أن أستشعر لذة الطاعة وأن يكون همي رضى الله، أريد أن آخذ الأمور ببساطة، وأن أدرك أن الدنيا فانية، وأن الله سيعوضني بما هو خير لي، أريد أن أصبح إيجابية وأفكر في أمور إيجابية، وأن أكون قريبة جداً من الله بحيث أقوم الليل وأصلي، وفي داخلي يقين بأن الله يحبني، أريد أن أحب الله أكثر من أي شيء.
أريد أن أثق بنفسي أكثر وأعرف نفسي أكثر، أريد أن أشعر بالراحة في قلبي، وأن أبعد المخاوف والأفكار السلبية عني.
أريد أن أحب نفسي، وأن أعيش بسعادة وراحة وإيمان، أحياناً عندما أرى دماء أو تحاليل دم، أفكر في الألم، وأفكر وأفكر رغم أنني أريد التوقف، وهكذا أشعر بإرهاق فجأة، أريد أن أتخلص من هذا الخوف، أريد أن أتغير، ولا أريد أن أبقى هكذا، أريد أن أقوي نفسي من كل النواحي، وأن أصبح اجتماعية أكثر، أريد أن آخذ كل الأمور ببساطة، وأن أعرف وأفهم نفسي.
أصبحت لا أعرف ما إذا كانت تصرفاتي حقيقة، أو تمثيلاً؛ ولأنني أكتم أموراً في داخلي، أغضب من أتفه الأشياء، أريد أن أكون راضية عن نفسي، وأن ألتقي بأشخاص يحبونني، وأستطيع أن أثق بهم.
أود -حقاً- أن أستمتع بالحياة بطاعة الله، ومساعدة الناس وأن أعيشها ببساطة، أريد أن أعالج نفسي دون الحاجة للأدوية، أنا لا أعلم إن كانت حالتي طبيعية أم لا، ولكنني لا أريد أن أقنع نفسي وأوهم نفسي، أريد أن أرتاح وأتقرب إلى الله.
كم أريد أن أبدأ يومي دائماً بابتسامة، وأن يكون وجهي مشرقاً، وأن أتوكل على الله في كل أموري، أريد أن أستشعر لذة العبادات، وأن أصلي العشاء وأنام مباشرة؛ حتى أتمكن من قيام الليل وصلاة الفجر في وقتها، كنت أفعل ذلك في ما مضى، والآن أريد أن يرضى الله عني.
آسفة إن أثقلت عليكم، ولكنني شعرت -حقاً- أنني في حاجة إلى إخراج ما أشعر به.
في أمان الله.