السؤال
أنا شاب أعمل صيدلانيا، عمري 28 عاما، عندما تخرجت منذ 6 سنوات كان أمامي العمل في مجال الدعاية ولكني رفضته لوجود شبهة به، رغم دخله المرتفع، أو فتح صيدلية خاصة، وهذا يحتاج مبلغا ضخما لم يكن متوفرا معي عندها، أو السفر، وهذا لم يكن متاحا لظروف صحية، أو العمل في صيدلية خاصة، وهذا يدر أقل راتب، ولكن دون شبهة حرام.
كنت فرحا بهذا الأمر، وكنت أقول في نفسي: (أنني تركت شيئا لله فلا بد أن يعوضني الله خيرا منه). بدأت أثناء عملي منذ 4 سنوات في تحضير دراسة ماجستير لتحسين وضعي وإيجاد فرصة عمل أفضل؛ إيمانا مني بأن العلم أساس كل تقدم و نجاح. كنت فرحا جدا ومليئا بالحيوية، وكنت أعمل لأكثر من 15 ساعة بين ساعات الدراسة والعمل. ترقيت في عملي و صرت مديرا وحدث تعديل بسيط في راتبي و كنت فرحا به جدا، وكنت أصغر مدير عرفته الشركة. بدأت في دراسة اللغة الألمانية رغبة مني في الدراسة وإكمال الدكتوراه والعمل في ألمانيا.
لكن بعد ذلك -وعند كتابة الرسالة- أصبت بإحباط شديد، بدأت أشعر بملل غير عادي؛ حيث إن مشرف الرسالة الخاص بي صار بطيئا جدا، وبالتالي أثر هذا علي معدل التقدم. زادت المشاكل في عملي، وبدأت إدارة المكان تمارس ضغوطا علينا؛ مما يتسبب في جعلي أظلم من هم تحتي في العمل.
أصبت بيأس وإحباط شديدين وصرت لا أري لنفسي أي مستقبل. صرت كثير الشرود وسريع الغضب، أثور لأتفه الأسباب. صارت تهاجمني هواجس من نوعية: (أين هو الأفضل الذي توقعت أن يمنحك الله إياه؟)،
صرت أوبخ نفسي كثيرا وأقول: (أنت من فعل هذا بنفسه، أنت الآن كبير السن ولن يقبلك أي مكان للعمل). صرت أفكر بشكل (نفسي نفسي) بعد أن كنت أميل إلى أن أنفع الناس والمسلمين بعلمي. أصبت بفتور شديد في كل حياتي علي كل الأصعدة.
ساءت حالتي الصحية وازداد معدل النوبات أكثر مما كان. وصار الهاجس الوحيد الذي يخيم علي أنني فاشل، ولا أصلح لشيء، وأن حياتي ستكون بلا فائدة لأنني إنسان عديم الفائدة، كما أنني صرت أقارن نفسي بمن هم في سني واختاروا الطرق الاخري، والآن هم أفضل حالا مني. أنا لا أنكر فضل الله علي في أشياء كثيرة؛ فبفضل الله عندي نعم كثيرة، والحمد لله، ولكن معظم الأشياء عندي أملكها بمساعدة من والدي، وأشعر أنني عندما أكبر لن أستطيع أن أؤمن مستقبل أولادي، كما أمن والدي مستقبلنا أنا وإخوتي.
أشعر أيضا بنوع من الندم أنني فكرت واخترت أن أتميز مع العلم أن هناك من فعل هذا قبلي، وهذا نتاج تفكيري أني صرت بلا هوية، وأن سبب كل هذا هو أنني لم آخذ بالأسباب الكافية.
برجاء إفادتي ماذا أفعل، وكيف أتصرف؟ نصحني الكثيرون أن أقبل علي الله بصدق، ولكن لا أعرف كيف؟! رجاءً ساعدوني.