السؤال
السلام عليكم
عندما أتحدث عند الناس يحمر وجهي، وترتعش يداي، وما عندي ثقة في نفسي، أيضا لدي قولون عصبي، ويزيد عند حضوري للمناسبات.
السلام عليكم
عندما أتحدث عند الناس يحمر وجهي، وترتعش يداي، وما عندي ثقة في نفسي، أيضا لدي قولون عصبي، ويزيد عند حضوري للمناسبات.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه أعراض قلق مخاوف من النوع البسيط، الإنسان حين يكون في مواجهة يضطر قطعًا؛ لأن يحضر نفسه نفسيًا وجسديًا ووجدانيًا، ومن رحمة الله بنا أن الجسم لديه المقدرة ليهيئ نفسه عند المواجهات، وهذا التهيؤ يحدث من خلال النشاط العصبي اللاإرادي مما يؤدي إلى إفراز مادة الأدرينالين، وهي التي تؤدي إلى زيادة في ضربات القلب لينتشر الأكسجين بصورة أفضل في جسم الإنسان، وتدفق الدم حين يزيد يؤدي إلى شعور بالاحمرار في الوجه والأطراف، وقد تحدث الرعشة أيضًا من زيادة إفراز مادة الأدرينالين.
هذه الأعراض تكون بسيطة جدًّا وعرضية جدًّا وتختفي بعد بداية المواجهات، المشكلة الأساسية في أن بعض الناس لديهم حساسية شديدة جدًّا حول هذه الأعراض، وتتضخم لديهم وتتجسد وتتجسم مما يجعلهم في نوع من الحيرة والقلق والوسواس والمخاوف التوقعية الافتراضية، وهذه في حد ذاتها تسبب مشكلة.
إذًا الأمر بسيط جدًّا، مشاعرك مشاعر خاصة بك، الاحمرار الذي في وجهك ليس بالشدة والفظاعة التي تتصورينها، الارتعاش وحتى التلعثم - إن كان موجودًا – كلها أعراض مبالغ فيها، مقدرتك ممتازة، أنت تعملين مدرسة وهذه مهنة عظيمة، وأنا متأكد أنك حريصة على أن تؤدي وظيفتك على أكمل وجه، فتخطي هذه الصعوبات من خلال صرف الانتباه، وثقتك في نفسك تأتي من خلال الرضا عن النفس، والرضا عن النفس يأتي من خلال الإنجازات والأفعال الممتازة، وهذا يتأتى من خلال حسن إدارة الوقت، وأن يكون الإنسان لديه خارطة طريق يرسمها لنفسه ويسير عليها ويكون نافعًا لنفسه ولغيره.
موضوع القولون العصبي هو دليل على وجود القلق الذي تعانين منه، وممارسة الرياضة التي تناسب النساء، وتمارين الاسترخاء (2136015) دائمًا ذات فائدة، كما أن النوم المبكر يفيد كثيرًا.
أعتقد أن تناولك لأحد الأدوية البسيطة سوف يفيدك كثيرًا، عقار مثل (زولفت)، واسمه الآخر (لسترال)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) بجرعة بسيطة سيكون مفيدًا لك، يضاف إليه عقار يعرف تجاريًا باسم (إندرال)، ويسمى علميًا باسم (بروبرالانول) بجرعة عشرة مليجرام يوميًا.
إن استطعت أن تقابلي الطبيب فهذا أمر جيد، وإن لم تستطيعي فجرعة السيرترالين هي أن تبدئي بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تناوليها ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعليها حبة – أي خمسين مليجرامًا – ليلاً لمدة شهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أما الإندرال فتناوليه صباحًا بجرعة عشرة مليجرام – وهذه جرعة صغيرة جدًّا – استمري عليها لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء. الإندرال لا يُنصح بتناوله بالنسبة للذين يعانون من الربو.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.