السؤال
ما خطورة حدوث حمل، مع أن الرجل مصاب بسرطان الدم، ويتعالج كيميائيا؟ وما أثره على الجنين مستقبلا؟
ما خطورة حدوث حمل، مع أن الرجل مصاب بسرطان الدم، ويتعالج كيميائيا؟ وما أثره على الجنين مستقبلا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وضاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في البدء نسأل الله عز وجل, أن يمن عليك بالشفاء العاجل والكامل إنه سميع مجيب.
كان من الواجب على الطبيب المتابع للحالة أن يؤكد لك على ضرورة استخدام وسيلة فعالة لمنع الحمل خلال فترة العلاج الكيميائي ولغاية ستة أشهر على الأقل بعد الانتهاء من هذا العلاج؛ وذلك لأن بعض الدراسات قد أظهرت بأن العلاج الكيميائي قد يؤثر على صبغيات النطاف في كل مراحل تطورها، أي سواء كانت نطافا ناضجة وجاهزة للقذف أو كانت على شكل طلائع النطائف الموجودة في أنسجة الخصية, والتي ستتطور في الشهور القادمة لتعطي نطافا جديدة ناضجة, وحتى يزول التأثير يجب أن تمر ستة أشهر على الأقل بعد انتهاء العلاج.
وبناء على ما سبق: فإنه يعتقد بأن الحمل خلال تناول العلاج الكيميائي قد يرفع من احتمال حدوث الإجهاض, أو قد يؤدي إلى حدوث بعض التشوهات والأمراض في الجنين -لا قدر الله- وتبين بأن هذه التأثيرات لها علاقة كبيرة بنوع الأدوية، وبالجرعة التي يتم تناولها, فبعض الأدوية لها تأثير ضار أكثر من غيرها, كما أن الجرعات العالية يكون تأثيرها أكبر من الجرعات القليلة.
ولأن الدراسات المتوافرة لغاية الآن تعتبرغير كافية بعد، وغير مكتملة, لذلك إذا حدث حمل غير مخطط له عند الزوجة التي يتعالج زوجها بعلاج كيميائي؛ فإنه لا يستطب عمل الإجهاض لها؛ وذلك لعدم وجود معطيات واضحة وكافية بين أيدينا عن نسبة حدوث التشوهات في هذه الحالات, وما يجب عمله هو متابعة الحمل بطريقة جيدة وبحرص, عن طريق عمل بعض الفحوصات الماسحة لكشف أي تشوه أبكر ما يمكن, ومن ذلك مثلا: عمل تصوير تلفزيوني للجنين عند عمر 11 أسبوعا لقياس ثخانة الرقبة, وعمل التحاليل الثلاثي في الدم عند الأم عند بلوغ الحمل 13 أسبوعا.
وعند الشك بأي شيء غير طبيعي فيمكن سحب عينة من السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين عند عمر 16 أسبوعا, لفحص صبغيات خلاياه؛ فإن تبين وجود مرض أو تشوه يتعارض مع الحياة فهنا يستطب الإجهاض.
باختصار -أيها الأخ الفاضل- نحن نعلم بأن نسبة التشوهات أو الأمراض في الجنين تزداد في هذه الحالة, لكن هذا لا يعني بأن كل الحالات سيحدث فيها تشوه -لا قدر الله-, فهنالك الكثير والكثير من الحالات التي تم الحمل فيها خلال تناول علاجات كيميائية ومع ذلك تمت الولادة فيها لأطفال أصحاء وسليمين بحمد الله, والنصيحة التي أكررها وأوأكد عليها هي: ضرورة متابعة الحمل بشكل دقيق من قبل طبيب أو طبيبة ذات خبرة عالية, لكشف أي شيء غير طبيعي بشكل مبكر.
نسأل الله العلي القدير, أن يمن عليك بما تقر به عينك عما قريب.