السؤال
السلام عليكم
أنا متعبة جداً، لا أفهم من حولي ولا يفهمونني ولا أعرف كيف أجعلهم يفهمونني، ولا أستطيع التعبير عما بداخلي، ولا أستطيع تقييم شيء، أخاف من الناس ومن كل من حولي ولا أعرف كيف أرد عليهم، ضعيفة دائما والكل يعرف هذا، أبكي من كل شيء ثم أشعر بالذنب، وأخاف وأدقق في كل شيء، ما وصلت له بسبب عوامل كثيرة في تربية والداي، لكنني لا أقولها بل أقول أنهما يفعلان كل شيء جميل لأجلي.
عندما كنت صغيرة كنت مرحة ومنفتحة لكني الآن منطوية ومنعزلة، ولا أجيد أي مهارة للتعامل مع الناس ولهذا يهمشونني ولا يهمهم وجودي. في الابتدائية لم أكن أفهم من هذه التي تشرح؟ ومن هؤلاء اللاتي يجبنها؟ وعندما خرجت للفسحة ظننت أن هذا يعني الذهاب للبيت، وعوقبت لأنهم اعتبروني هربت، لم يفهموا أني لم أستوعب المدرسة، في رابع سنة بدأ المدرسون يعرفون أني ممتازة وأجيب على أسئلتهم، لكن لا زلت أفتقد الثقة في نفسي، وعندما أقف لأجيب أشعر أني سأموت من سرعة دقات قلبي، وكانت عندي صديقة أحببتها مثل أختي لكننا افترقنا لظروف تغير سكننا، وعندما قابلتها في الإعدادية وحاولت التقرب منها صدمتني لحد ما.
طيلة عمري أجتهد لكني قدراتي ضعيفة، كان أبي يدرسني رياضيات وكم ضربت لأجل هذا، ويحسسونني في البيت أني الوحيدة الغبية، وكان هذا سبب بكائي كثيراً، وفي الثانوية العامة تحديت الأوائل في المدرسة وكنت أجتهد جداً، أحل في المادة الواحدة 5 كتب، لكن المدرسين كانوا يركزون على الأوائل فقط، وحتى لو أجبت بشيء مميز لا يعيرونني انتباهاً، ومرة قال لي مدرس: انظري كيف كان مستواك سابقاً وكيف رفعته أنا؟ّ وفي ثاني ثانوي حصلت على معدل 95% وكل من حولي أقل مني، لكن أهلي أحبطوني وكأني لا يمكن أن أحقق شيئاً.
في الآخر كنت سأدخل طباً بيطرياً، لكن أبي أدخلني صيدلة مع فتاة ترافقني لكل شيء، لأني كنت خائفة جدا من الاختلاط، وتعرفت على ابنة صديق أبي في الكلية وأحببتها جداً، فلو لم تدرس لم أفعل، لكننا نختلف جداً، فهي مرحة وتجيد التحدث مع الناس والضحك معهم، وأنا أظل وافقة بجانبها بلا أي فائدة، ولا أعرف حتى كيف أتحدث معها وأفتح مواضيع رغم أننا نقضي معا كل يوم 3 ساعات ذهابا ومثلها إيابا، أخرج من البيت 7 ومحاضراتي من 9-5، ولا أصل للبيت إلا 8، ولا يوجد وقت للحديث مع أهلي أو أي شيء يسبب الفرح، عذاب في الجامعة والباص والبيت، أحس أني ميتة.