السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل: منذ مدة من الزمن وأنا أريد استشارتك في حالتي، لأن كلي ثقه بالله ثم بك في حلها، راسلتك سابقاً بمشكلتي، -تقريباً منذ سنتين- وأخذت بنصيحتك وذهبت لدكتور باطنية، ولدي قولون عصبي، -ولله الحمد- مع الأدوية تحسنت كثيراً، وعدت كما كنت، والأدوية كانت (لوديوميل، ميباجين)، استعملتها فترة 6 أشهر، ثم بدأت بتركها، وبعد سنة تقريباً تزوجت -ولله الحمد- وبعد أربعة أشهر من الزواج رزقت بالحمل، ولكن قبل معرفتي بالحمل عادت لي حالتي القديمة، ضيق شديد في الصدر، وكتمة وبكاء دائم، وشعور بأن الحياة كلها كئيبة وغير جميلة، وشكوك غير صحيحة حتى في أقرب الناس لي، أشك في كل شيء، لا أعيش يومي طبيعياً بدون شكوك، وليس هناك شيء يسعدني، وعدم نوم في الليل، ولو حاولت النوم في الليل لا أستطيع من شدة الضيق على صدري.
استمرت هذه الحالة لأول ثلاثة أشهر من الحمل، ثم بعد ذلك تحسنت واستقرت حالتي في الشهرين الوسطى، لكن الآن أنا في نهاية الشهر السابع، وعادت الحالة مجدداً، حتى أني كرهت زوجي وجنيني، وليس لدي حماسة لأي شيء، وأصبح لدي تعلق بالماضي، والتندم والبكاء عليه، وأحس أن الناس لا يريدونني، وأريد أن أرى الكل سعيدا، إذا قدم إلينا زوار، بمجرد خروجهم من المنزل أبدأ بالتفكير هل سعدوا بالمجيء عندنا؟ هل ضايقتهم؟ هل ... إلخ.
أخاف من الموت أو أن أفقد أحداً، لا أريد أن أرى مسلسلاً أو برنامجاً حزيناً، لأني أحزن تلقائياً، أصبحت تتملكني أفكار غريبة جداً في الليل، وتتغير في النهار، لدرجة أني أشك أني الشخص نفسه، أصبحت في حالة نفسية سيئة جداً، لا أريد بيتي ولا زوجي، أخاف الظلام والليل، وأحب الشمس والضوء المرتفع، تعود لي الحياة والتفاؤل فترة الصباح والنهار عموماً، وتسوء حالتي ليلاً، خصوصاً بعد الساعة 12 ليلاً، لم أعد اجتماعية كما كنت، نفر كل الناس مني بسبب حالتي هذه وعصبيتي، صديقاتي ابتعدوا عني، لا أدري هل هو بسبب حالتي؟ أو زواجي؟ أصبحت أفسر ابتعادهم غيرة مني!
لم أستطع -يا دكتور- أن أكتب كل ما في نفسي، لأني لم أصدق أن تتاح لي الاستشارة، لأني دائماً أدخل وتكون قد انتهت، لذلك أكتب لك بسرعة، وكلي أمل في حل مشكلتي وتفسيرها، خصوصاً حل لتفكيري المتقلب الذي من الممكن أن يقضي علي وأجن.