السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت مترددة كثيراً قبل أن أطرح مشكلتي هذه، فأنا لم أشاركها لأحد من قبل، قد يطول الشرح ولكنني راجية من الله سبحانه وتعالى أن يُلهمكم إيجاد حل لمشكلتي، وأنا سعيدة جداً بوجود مثل هكذا موقع يُعين الناس على حل أزماتها، فشكراً جزيلاً لكم.
بدأت مشكلتي منذ أن كنت في سن التاسعة من عمري تقريباً، وأنا الآن عمري 19 سنة، منذ أن كنت صغيرة وأنا أسرح بخيالي وأحلم وأشرد، أقضي معظم وقتي إن لم يكن كله وأنا أسرح بأحلامي، أتخيّل نفسي أمام أضواء الشهرة وبمواقف بطولية عدة، وأنني أنا البطلة وأن أنظار الجميع تلتفت إلي والجميع يتهافتون علي، أحلم بأحلام بعيدة جداً عن الواقع، أحلم بأنني قد أصبحت الأولى على العالم في مجال تخصصي مع أنني في الواقع لا أفتح أي كتاب ولا أدرس، أحلم بأحلام بعيدة أقصى درجات البعد عن التحقق على أرض الواقع فكلها تتمحور على المثالية والكمال.
أمضيت حياتي كلها بالوهم والأحلام، أصبح لدي هواية الأحلام التي لا فائدة تُجنى منها وأصبحت محترفة في ذلك، وعندما كبرت بدأت أحلامي تتمحور على الجانب العاطفي والجنسي، أنا الآن أعاني من كثرة التفكير والحلم بالجنس، أحلم أنني مع زوج مثالي وأتخيل المعاشرة بتفاصيلها ولا أستطيع التوقف عن ذلك.
فالأحلام والتخيل يجعلك تعيش الموقف وتشعر بالسعادة واللذة حتى وإن كانت وهمية، ولكن الشعور جميل، أتمنى أن أتوقف نهائياً عن هذه الأحلام، ولكنني وإن حاولت بشدة، أتوقف قليلاً ثم أعاود الرجوع إليها، المشكلة أنّ هذا الوضع تفاقم جداً فأثّر على دراستي وحياتي كثيراً، حتى أنني أصبحت مهملة في كل شيء حتى في حق نفسي، وأصبح لدي استهتار و(عدم تحمّل للمسؤولية اتجاه أي شيء) مهما كان مهمّاً، ولا أفكّر بالعواقب ولا بالنتائج الوخيمة جرّاء إهمالي لحياتي.
أهلي يعانون الأمرّين حتى يدفعوا لي أقساط الجامعة ويؤمنّون لي ما أحتاجه، إلّا أنني مهملة ولا أكترث لجهودهم مع أنني أقدّرها فلا أدرس ولا أساعدهم، لا أستطيع أن أشعر بالمسؤولية كما أن لدي أنانية واستهتار، حتى أنّ تركيزي للأحداث التي تدور من حولي منخفض لأن الأحلام قد استحوذت عليه .
فشلت بدراستي بسبب ذلك مع أنني فتاة ذكية وحافظة القرآن كاملاً، والله تعالى قد خصني بقدرات رائعة، وحتى أنّ الجميع يقول لي أنني مميزة وأهلي يقولون لي : أنت المفروض أن تكوني ذا شأن كبير، ولكنك أضعت مستقبلك بإهمالك وشرودك وتضييعك للوقت، بالفعل أنا لا أدرس ولا أجلس على النت أو التلفاز ولا أساعد أمي في ترتيب المنزل، كل ما أفعله هو أن أحلم وأتخيّل وأن أُرغم نفسي على النوم.
أصبح لدي إدمان على ذلك، وحتى عندما أبدأ بالدراسة تستحوذ علي الأحلام تلقائياً فأتوقف عن الدراسة، أشعر أنني كمن يتعاطى المخدرات يشعر بالسعادة الوهمية القاتلة، ولكنه لا يستطيع التوقف عنها بالرغم من معرفته بخطرها.
أنا لا أريد أدوية، كل ما أريده أن يشعر أحدهم بحالي ويساعدني لتغيير سلوكي وعادتي هذه، راجية من الله تعالى أن يفرج همكم وكربتكم ويدخلكم الجنة من أوسع أبوابها.