السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا أعيش في بيت والدي ولي أخ متزوج وعنده ولد، وأخي كثيرًا ما يتشاجر مع زوجته، وكثيرًا ما يضربها، وأنا في غرفتي أسمع شجارهما فأتألم، وأحيانًا أبكي، فأرجو النصيحة، علمًا أن علاقتي مع أخي سيئة جدًّا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا أعيش في بيت والدي ولي أخ متزوج وعنده ولد، وأخي كثيرًا ما يتشاجر مع زوجته، وكثيرًا ما يضربها، وأنا في غرفتي أسمع شجارهما فأتألم، وأحيانًا أبكي، فأرجو النصيحة، علمًا أن علاقتي مع أخي سيئة جدًّا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإننا نشكر لابنتنا الفاضلة مشاعرها النبيلة، ونشكر لها تواصلها مع موقعها، ونسأل الله أن يلهمها السداد والرشاد، وأن يقر عينها بصلاح هذا الأخ وبصلاح الذرية، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ونسأل الله أن يجعل لها فرجًا ومخرجًا مما هي فيه، وأن ييسر لها الزوج الحلال الذي يخرجها من هذا الجو ويرفع عنها هذا الألم الذي تتضرر منه؛ لأنها تعيش في جوار من يتشاجر مع زوجته وهو شقيق عزيز عليها.
وكم تمنينا أن يدرك العقلاء والفضلاء من الإخوان والآباء أن المرأة دائما مشاعرها حساسة جدًّا، وأن مثل هذه التصرفات في مثل هذه البيوت التي فيها آخرون ينبغي أن تكون التصرفات محسوبة، والإنسان يتجنب الشجار مع زوجته، خاصة إذا كان عندهم أولاد، فإذا حصل خصام بين الزوجين فينبغي أن يكون بعيدًا عن أعين الأطفال وأذانهم، بعيدًا عن أعين الإخوان وآذانهم، بعيدًا عن الجيران، ينبغي للخصام أن يكون بين الزوجين أن يكون بعيدًا عن مرأى ومسمع الناس.
نحن لا نريد الخصام، لكن لو حصل وتشاجرنا وناقشنا القضية بشي من الحدة والقوة، ينبغي أن يكون ذلك بعيدًا عن هؤلاء جميعًا، لأن هذا يترك آثارا خطيرة على الأطفال، ويترك آثارا خطيرة على الإخوان والأخوات، لأن إخواننا وأخواتنا دائما يتمنون لنا الخير والسعادة، فإذا حصل الشجار والخصام - خاصة عندما تصل المسألة إلى مرحلة الضرب من الزوج للزوجة - فإن هذا يؤثر على أهل البيت، ويجعل من في البيت كارهًا الجلوس فيه، ويجعل الفتاة تشمئز من هذا الوضع الذي تشاهده عند زوجة أخيها – أو عند أختها - فليت الشباب يعقلون، وليتنا ننتبه لمثل هذه المسائل.
نحن ندعو ابنتنا الفاضلة - ونحمد الله أنها في عمر يؤهلها لتقديم النصيحة، وهذه الاستشارة تدل على نضجها وكمال عقلها وحسن مشاعرها التي نشكرها عليها - ندعوها إلى أن تحاول أن تصلح الوضع، بأن تحاول أن تكلِّم زوجة أخيها إذا كان ذلك ممكنا، تدعوها بأن تتفادى أسباب الشجار، فإن أول ما ننصح به عند حصول الشجار هو أننا ننصح بتفادي أسباب الشجار.
لا شك أن زوجة الأخ تعرف الأمور التي تثير زوجها، فإذا تجنبتها سعِدتْ معه سعادة لا مثيل لها، مهما كانت أخلاق الزوج، فإن المرأة العاقلة إذا عرفت الأمور التي تغضب زوجها، وتفادت الأمور التي تثير عصبيته، ولم تتناولها وتتركها، فإنها عند ذلك ستقلل جدًّا من دائرة المشاكل، بل قد تنعدم المشاكل.
أما بالنسبة للأخ: فنحن ندعوك – ابنتنا الفاضلة - أيضًا إلى أن تقتربي منه، وتحاولي أن تردمي الفجوة التي بينكم، وأرجو أن تعلمي أن الأخ في منزلة رفيعة، والأخ هو أخ سواء كان سيئًا معنا أو جيدًا، ولكن ينبغي أن تبنى بيننا جسورا من العلاقة الحسنة بأمور معروفة لدى البشر: قابليه بالابتسامة، أحسني إليه، احتملي منه، قابلي إساءته بالحسنى، وسيأتي اليوم الذي يشعر فيه بأنك تتغيرين، وأن عليه واجب أكبر مما يتصور.
ندعوك إلى أن تهتمي بابن أخيك، وتحاولي أن تقتربي منه، وتكسبي هذا الطفل، لأنه سيتضرر إذا عاش في ذلك الجو المشحون بالتوترات وبالمشاكل، وندعوك أولاً وأخيرًا إلى أن تتقي الله تبارك وتعالى، أن تكثري من اللجوء إلى الله والدعاء لنفسك ولشقيقك ولزوجته ولولدها، ندعوك إلى ستر هذا الذي يحدث.
واعلمي أن البيوت التي فيها غفلة عن الطاعة بيوت تسكنها الشياطين، وهمُّ الشيطان أن يشعل نيران العداوة والبغضاء في بيوت المؤمنين، حتى يصل بهم إلى الفراق والطلاق.
فعليك أن تراعي هذه الجوانب التي ذكرناها، واشغلي نفسك بالمفيد، واعلمي أن هذه الدنيا لا تخلو من الجراح، واعلمي أن هذه التجارب والمشاكل لا بد أن يكون لها خلفيات، فحرضي الجميع على طاعة الله تبارك وتعالى، فإن للمعاصي شؤما وللمعاصي آثارا.
وأرجو أن تعلمي أن هذه حالة فريدة، وهناك بيوت فيها سعداء، وأنت - إن شاء الله - ستكونين سعيدة في بيتك إذا استفدتِ الفائدة المرجوة من هذا، فإنا لا نريد أن تنمو الجوانب السلبية عندك بسبب هذه المشاكل التي بين أخيك وزوجته، لأن بعض البنات إذا شعرت بالمشاكل وكثرتها تُصاب بالإحباط، وتكره الحياة الزوجية، وتظن أن الحياة كلها في هذا الطريق والرجال سيئون، لا، في هذه الدنيا سعداء، والشاب - ولله الحمد – بخير، ومثل هذه المسائل التي يصل فيها الرجل إلى مرحلة يضرب فيها زوجته فإنه بذلك ظالم ومعتد، والكمال في هدي رسولنا الذي ما ضرب بيده امرأة قط، ولا طفلا ولا خادما.
ونحن نتعجب ممن يضرب زوجته أول الصباح ثم يعاشرها آخر النهار، وقد بيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الذي يضرب الزوجة ينزل من درجة الخيرية، فقال - صلى الله عليه وسلم -: (أولئك ليسو بخياركم).
نسأل الله أن يهدي الجميع لما يحبه ويرضاه، وأرجو أن تحاولي الاستمرار في النصح للزوجة بالاقتراب من زوجها، والإحسان إليه، فإن بالإحسان تستميل القلوب، وعليك بالإحسان هذا الابن حتى لا يكون ضحية، ينبغي أن يجد عندك مأوى وحنانا وعطفا، وسوف نكون سعداء إذا تواصلتِ معنا بعد القيام بخطوات عملية، تستعيني فيها بالله وتتوجهي فيها إلى الله، وتتخذي أحسن الأساليب في الوصول إلى حل بعض المشاكل، والتعامل معها، حتى نتفهم الذي يحدث، وعند ذلك اكتبي إلينا، ونستطيع بحول الله وقوته أن نتعاون جميعا في النصح وفي اتخاذ الأسلوب المناسب لتغيير هذه الأوضاع، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد، إنه ولي ذلك والقادر عليه، ونكرر ترحيبنا بك في موقعك.