السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا منذ ثلاث سنوات تقريباً أعاني من جلد الرأس؛ في البداية كان المرض فقط يجعل الشفتين ناشفتين جداً، لدرجة أني عندما أريد الضحك فإن الشفتين تتشققان، وأيضاً يظهر الدم من التشققات الموجودة في الشفتين، وكان لا بد لي أن أرطب المنطقة بأي مرطب، وكنت أستخدم الفازلين أو النيفيا، ثم ثم بعد سنتين تقريباً انتقل إلى ذقني والمناطق حول العينين، وأصبحت هاتان المنطقتان ناشفتين، فمثلاً عندما أقوم بحك منطقة الذقن فإن طبقة رقيقة من الجلد تتساقط من تلك المنطقة، والآن أصبحت فروة الرأس فيها نفس الشيء، فعندما أقوم بأخذ حمام ساخن وأنظف شعري بأي صابون استحمام، بعد الانتهاء من الاستحمام تصبح فروة الرأس كأنها مشدودة جداً.

ذهبت لعدة أطباء لكن دون فائدة!

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فاستشارتك تحتوي على شقين:
الأول: هو نشفان الشفاه وتشققها، والثاني: هو عن حساسية منطقة الذقن وفروة الرأس.

أخي الكريم: بالنسبة للشق الأول من السؤال، فالأعراض والعلامات المرضية التي أشرت إليها تدل على أن ما تعاني منه هو التهاب وتحسس الشفة المزمن (Chronic Chelitis) والتهاب الشفة المزمن هو عبارة عن تفاعل جلدي يظهر على شكل جفاف، ويترك طبقةً رقيقةً من القشور على الشفاه، وتصاحبها في أغلب الأحيان حكة وتشقق في الشفتين.

من أكثر الأسباب شيوعاً لهذا المرض ما تتسبب به بعض معاجين الأسنان وبلاستيك فرشاة الأسنان، وبعض أنواع الأطعمة القابضة، مثل قشر البرتقال والليمون أو بعض أنواع العلكة قد يسبب هذا التحسس.

أيضاً كثيرٌ من الناس لديهم عادة مص شفاههم لترطيبها، وهذا يُساعد على جفاف الشفتين ومن ثم تشققها.

ولا ننسى سبباً مهماً في حساسية الشفاه المزمن، ألا وهو حساسية الشفاه لأشعة الشمس والضوء (التهاب الشفاه الضوئي) كما أن بعض الأدوية التي توصف لعلاج حساسية الشفاه مثل المراهم التي تحتوي على مركب الـ(نيومايسين) قد يتسبب في حدوث تحسس دوائي على الشفاه.

الأدوية التي تُعالج هذه الظاهرة كثيرة، ويعتمد العلاج أساساً على معرفة السبب؛ لأن لكل سبب علاج خاص به.

وبصورةٍ عامة ننصح باستخدام مركب الـ(كينالوج إن اورى بيز) وهو مرهم مخصص لعلاج التهابات الشفاه، وكذلك مرهم الـ(كيوتيفيت) قليل الامتصاص، مع استعمال مرطبات الشفاه الموضعية، مثل زبدة الكاكاو وما شابهها، واستخدام بعض الفيتامينات مثل فيتامين (ب) المركب وحمض الفوليك، وإذا كان المسبب هو التحسس الضوئي فبالإمكان استخدام كريم واق من أشعة الشمس، مثل (Photoderm cream) قبل التعرض لأشعة الشمس وخاصةً في فصل الصيف، والأهم هو الوقاية، ومحاولة تجنب المسببات التي تم ذكرها، ونتمنى لك من الله الشفاء.

أما الشق الثاني من الاستشارة، فهو يتعلق بما يسمى الأكزيما الدهنية، وتتمثل هذه الظاهرة بظهور خلايا الجلد الجافة أو قشور الدهون في شعر الرأس والذقن والرموش، والتي تظهر على شكل قشور بيضاء عند الأشخاص من ذوي البشرة الدهنية، وأيضاً توجد لهذه الظاهرة خلفية وراثية.

أسباب الأكزيما الدهنية ليست معروفة على الوجه الأكمل، ولكن يمكن أن تظهر نتيجة زيادة إفراز الدهون، أو عند أولئك الذين يتناولون الأكلات الحارقة ومتعاطي الكحوليات، وأيضاً تظهر لدى بعض أصحاب الأمراض العصبية نتيجةً لتهيج الغدد الدهنية، وبالتالي زيادة إفراز الدهون.

يتلخص العلاج بالابتعاد أولاً عن المسبب، مثل التقليل من الأكلات التي تحتوي على بهارات كثيرة، واستخدام الشامبوهات التي تحتوي على المادة الفعاله، مثل (سيل سن ) وشامبو كلير المضاد للقشرة، ووضع قليل من زيت الزيتون الدافئ الذي يترك فترة على الفروة، ثم تمشط المنطقة برفق فتخرج تلك الطبقة الدهنية، والاستعانة بمضادات الهستامين عند زيادة الحكة وقطرات الـ(اليكوم) لفروة الرأس، والاستمرار في العلاج إلى أن يتم الشفاء بعون الله.

والله الموفق.