السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو عرض الاستشارة على الشيخ الفاضل موافي عزب -حفظه الله-.
نحن مجموعة من الشباب، نعمل على تربية بعض الشباب الصغار من المراهقين، من مدة ليست بالقليلة؛ فبعضهم له معنا سبع سنين. وهذا العمل هو مجرد تطوع منا لا نأخذ عليه أجراً، وحتى المراهقين أنفسهم أتوا بمحض إرادتهم، فنحن في المسجد الذي ندرس فيه لا نأخذ رسوماً مقابل تربيتهم، لكن وللأسف في الآونة الأخيرة ومع تفتح العالم على الإنترنت خصوصاً موقع الفيس بوك، بدأت أرى تراجعاً منهم أو انكشافاً لي عن حقيقتهم.
أعلم أنّ عليّ بلاغ دعوة الله وإرشاد هؤلاء الشباب لما فيه خيري الدنيا والآخرة، والهداية متروكة لله سبحانه، لكن لمّا أصرف وأفرغ من وقتي من أجل تحضير الدرس أو من أجل النشاطات والرحلات التي نرتبها لهم، وأرى استخفافاً بأوامر الله وبعداً عنه؛ فهذا ممّا يؤلم القلب، بل ويدفعني للكسل، لا أدّعِ العصمة لكن لا أجاهر بمعصية الله إن وقعت مني –وتقع بالتأكيد- ولا آتي الناس بوجهين هؤلاء بوجه المهتم بشريعة الله، ثم ألق هؤلاء بوجه آخر تماماً، كما هو حال كثير من هؤلاء الشباب؛ فالفيس بوك بتعليقاتهم ومشاركاتهم بيّن لي كثيراً من حقيقة الشباب أو أنه استهواهم فتراجعوا.
مع التنبيه على أن لدينا منهجا عاما في تقديم النصيحة بالعموم ولا نواجه أحداً بمعصيته بشكل مبدئي وإذا لم يستفد من النصيحة العامة فبعدها من الممكن أن يُتكلم معه بشكل فردي بقدر بالغ من السرية، كما ذكرتم في استشارة نصحتمونا بها برقم 2130302هذا عموماً ما يؤلمني من شأن الشباب.
وأنا مؤخراً صرت شديداً على عدد منهم ممن وصفتهم لكم لعلها تؤتي أُكًلا على عكس اللين الذي نحن عليه من مدة، بل الإخوة الذين معي يرون يغلب عليهم اللين، والشدة في تعليقاتي أو كلماتي تكون أيضا بالعموم ولا أخص أحداً. فأحد إخوتي انتقدني في هذا الذي أعمله، فأحببت أنا أسأل عن شرعية شدتي.