السؤال
الحمد لله رب العالمين، له الحمد الحسن والثناء الجميل، وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسأل الله العلي العظيم أن يبارك في أعماركم، ويختم لكم بخاتمة السعادة في الدنيا والآخرة، لما تقدمونه من خدمة للإسلام والمسلمين، وأرجو إكراماً لله ورسوله أن يتسع صدركم لسؤالي:
فإن لي قريباً كان قد تقدم لخطبة ابنة أخت له شاب، وقد تمت الموافقة المبدئية، وهو ما يعرف في مجتمعنا بقراءة الفاتحة على هذا الشاب من قبل أهل البنت، بحضور أهل هذا الشاب.
فقام والد الفتاة بعد ذلك بالاتصال بقريبي - خال البنت - لكي يعلمه عن هذه الموافقة، فقال لوالد الفتاة أنه قد تسرع في ذلك، وأنه كان يريدها زوجة لابنه، فما كان من والد البنت إلا أن ألغى اتفاقه، معتذراً لأهل الشاب بأن ابن خالها يريدها لنفسه.
وفي المقابل قام هذا الخال بالذهاب لأهل الشاب؛ لكي يسترضيهم ويطلب مسامحتهم، عملاً بنصيحة أحد الشيوخ، الذي نصحه بفعل ذلك قائلاً له: " إن قراءة ما يعرف بالفاتحة لا ينبني عليه أي أحكام شرعية، وأن كل ما عليه هو أن يسترضي أهل هذا الشاب".
ولكن تلك المبادرة قوبلت بالرفض، وعدم المسامحة من قبل أهل الشاب، بل وصل الأمر بهم إلى أن دعوا عليه، بأن لا يبارك الله لهم فيها؛ لأنهم انتزعوها انتزاعاً منهم، وسرقوها من يدهم على حد تعبيرهم.
وبالفعل تم عقد النكاح لتلك الفتاة على ابن خالها، أما الشاب الآخر فقد تزوج من فتاة أخرى بعد ذلك، وبعد عدة أشهر حلت بقريبي هذا -خال البنت وهو من الأغنياء- ضائقة مالية شديدة، اضطرته في النهاية لعرض منزله الفاخر للبيع؛ لكي يسدد ما عليه من ديون، وهنا بيت القصيد..!!
فكلما جاء أحد لشراء المنزل، وتتم الموافقة المبدئية وقراءة الفاتحة على ذلك، ودفع قسط من ثمن المنزل؛ حتى يعود المشتري بعد فترة قصيرة، لكي يخبرهم بأنه عدل عن رغبته في الشراء، وقد تكرر ذلك الأمر ثلاث مرات إلى الآن.
الأمر الذي جعله يفكر فيما قد كان منه، من موضوع خطبة ابنة أخته لابنه ويعيد حساباته، وهل أخطأ في ذلك الأمر وارتكب أمراً مخالفاً للشرع؟ وهل الشيخ الذي سأله لم يصدقه النصيحة؟ ومما زاد الأمر سوءاً بالنسبة له، حدوث أمر في غاية الغرابة، ألا وهو اشتعال النيران من الأعلى إلى الأسفل بنخلة في المنزل فجأةً وبدون أي مقدمات، الأمر الذي جعله يسقط فريسة للوهم والوسواس.
هل هذا حسد؟ وهل هو عقاب من الله؟ هل أصيب هو وأهل بيته بالعين - جراء عرض المنزل للبيع - ورؤية العديد من الناس له؟ وإعجابهم الشديد به؟ هل هذا بسبب دعاء أهل الشاب المتقدم سابقاً عليهم بعدم البركة؟
أفيدونا بالله عليكم، علما بأن قريبي هذا على خلق، هو وأهل بيته وابنه -زوج الفتاة- وأن الذي دفع به إلى إتمام هذا الزواج من البداية، هو رغبته في أن تعيش ابنة أخته في كنفه، وفي رغد من العيش، وفي إكرام من ابنه الذي يتمتع بقدر عالٍ من الأدب والالتزام والتعليم، ولا نزكي على الله أحداً.
وفي حال كونه قد ارتكب خطأ ومخالفة شرعية في إتمامه لهذا الزواج، فما هي كفارة ذلك؟ وما هو تفسير هذا الاشتعال المفاجئ للنار في النخلة؟
وجزاكم الله كل خير.