الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدث في مثل هذا الأسبوع (16 – 22 محرم)

حدث في مثل هذا الأسبوع (16 – 22 محرم)

حدث في مثل هذا الأسبوع (16 – 22 محرم)

وفاة الدكتور المحقق الشيخ عبد العظيم الديب ( عاشق تراث الجويني ) 20 محرم 1431 هـ:
كان العلامة المحقق الدكتور عبد العظيم الديب عالمًا فاضلا وفقيهًا بارزًا وأصوليًّا قديرًا، آثر العمل في صمتٍ وجدٍّ واجتهادٍ، في ميدان تحقيق تراث الأمة الفقهي، وتقديم رؤية جديدة للتاريخ الإسلامي.
ولد الشيخ عبد العظيم محمود الديب في إحدى قرى محافظة الغربية بمصر بتاريخ 5 سبتمبر 1929م، وحفظ القرآن الكريم منذ صغره في كُتّاب القرية، ثم أتم تعليمه في معهد طنطا الأزهري، وتتلمذ مع رفيقه الشيخ القرضاوي على الأستاذ البهي الخولي .

- حصل على ليسانس كلية دار العلوم جامعة القاهرة عام 1956م.
-
ثم حصل بعدها على دبلوم في التربية وعلم النفس من كلية التربية جامعة عين شمس.

- ثم درجة الماجستير بكتابه "إمام الحرمين الجويني"، وكتابه البرهان " تحقيق ودراسة" 1970م.
-
ثم درجة الدكتوراه بكتابه "فقه إمام الحرمين- خصائصه وأثره ومنزلته" 1975 م جامعة القاهرة.
- غادر مصر متوجهًا إلى قطرعام 1396هـ (1976م).

- عمل أستاذًا ثم رئيسًا لقسم الفقه والأصول بكلية الشريعة جامعة قطر سابقًا.
-
واختير الشيخ عضوا بمركز بحوث السيرة والسنة في قطر منذ إنشائه، كما كان عضواً في لجنة جائزة الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني الوقفية العالمية لسنوات طويلة، و عضوا بلجنة إحياء التراث بوزارة الأوقاف القطرية .

مدرسة متميزة في التحقيق
اختار الدكتور العلامة الدكتور عبد العظيم الديب منذ وعى طريق التحقيق العلمي، ووجَّه جُلَّ اهتمامه لدراسة التراث الإسلامي، الذي يرى أنه هو الأساس الذي لا أساس سواه لبناء ثقافتنا، وكان يرى أن الشرط الأهم من الشروط الغائبة لنهضتنا هو إعادة قراءة التاريخ الإسلامي، والدراسة العلمية الواعية لدورتنا الحضارية.
ينتمي الدكتور الديب إلى مدرسة في التحقيق متميزة، شيوخها الكبار: آل شاكر: أحمد ومحمود، وعبد السلام هارون، والسيد أحمد صقر، رحمهم الله، وأمثالهم.
وهي مدرسة تُعنى بخدمة النص ذاته، وتقديمه للقارئ بيِّنا واضحا مفهوما، كما أراده مصنفه، بقدر الاستطاعة، ولا تثقل كاهل المتن المحقق بكثرة التعليقات التي لا لزوم لها، وتوسيعها بغير حاجة، كما يفعل الكثيرون.

عكف الدكتور الديب على تراث إمام الحرمين الجويني حتى وُصف بـ (صاحب إمام الحرمين)، وأخرج من كتبه: "البرهان"، و"غياث الأمم"، و"الدرة المضية".
كما منَّ الله تعالى على الأمة العربية والإسلامية وعلى الدكتور عبد العظيم حتى أخرج لنا موسوعته الفقهية "نهاية المطلب في دراية المذهب" للجويني في فقه الشافعية، في أكثر من عشرين مجلداً فكانت تلك الموسوعة خدمة جليلة للمكتبة الإسلامية.

نهاية المطلب في دراية المذهب
ظلّ هذا الكتاب مطموراً مقبوراً قروناً عديدةً، موزّعةً أجزاؤه بين مكتبات العالم، إلى أن قيّض الله له الدكتور عبد العظيم محمود الدِّيب، الّذي ربطته بإمام الحرمين علاقةٌ وثيقةٌ، بدأت عند إعداده دراسة عن (إمام الحرمين: حياته وآثاره) حصل بها على درجة (الماجستير) من كلية دار العلوم بالقاهرة، وتجدّدت عند إعداده دراسةً عن (فقه إمام الحرمين) حصل بها على درجة (الدكتوراه) مع مرتبة الشَّرف، ثمّ تعمّقت لدى تحقيق الدكتور لكتب الإمام الجويني: (البرهان) و(الغياثيّ) و(الدرة المضيَّة)

أمّا رحلته مع هذا الكتاب، فقد استغرقت ربع قرنٍ من الزَّمان، أنفقها في جمع ملازمه وفصوله، من شتّى مكتبات العالم، ثم في معاناة إعادة جمع الكتاب وترتيبه، حتّى يكونَ مقارباً للأصل، ثم في حلِّ ألفاظه ومعالجة مشكلاته ومعضلاته، حتّى استوى الكتاب على سوقه بمجلداته العشرين.
ومن الممكن أن نقول بثقةٍ: إنَّ كتاب (نهاية المطلب) قد وُلِد مرّتينِ، المرّةِ الأولى على يدي مؤلّفه، إمام الحرمين الجوينيّ، الّذي كتب في تلك اللحظة يقول عن مولوده الجديد: "ولستُ أُطنب في وصفه، وسيتبيّن شرفَه مَن يوفّق لمطالعته ومراجعتِه، وهو على التحقيق نتيجةُ عمري، وثمرةُ فكري في دهري"
أمّا الميلاد الثّاني للكتاب، فقد كان على يدي محقّقه: الدكتور عبد العظيم الديب، الّذي بذل جهداً مضنياً، في إزاحة ركام مئاتِ السنينِ عنه، وتجميع نسخه من شتّى مكتبات العالم، ولئن كان لإمام الحرمين الجويني دَينٌ على كلّ مسلمٍ وعلى كلّ طالب علمٍ، بكتابه هذا، فإنّ محقّق هذا الكتاب الدكتور عبد العظيم الديب، قد أدّى ما عليه من هذا الدَّين، بما بذله من جهدٍ، أتاح به لطلاب العلم والباحثين أن يطّلعوا على هذا السّفر الجامع من أسفار الفقه الإسلاميِّ.
وممّا يدلّ على مدى الجهد الّذي بذله محقّق الكتاب، أنّه لم يكتفِ بوضع الفهارس السّتّةِ المعتادة في البحوث والتّحقيقات، بل أضاف إليها فهارس أخرى كثيرة، تكشف عن كنوز الكتاب.
من مؤلفاته:
1- إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني، حياته وعصره - آثاره وفكره.
2- فقه إمام الحرمين عبد الملك بن عبد الله الجويني، خصائصه - أثره - منزلته.
3- الندوة الألفية لإمام الحرمين الجويني.
4- الغزالي وأصول الفقه.
5- المنهج في كتابات الغربيين عن التاريخ الإسلامي
6- نحو رؤية جديدة للتاريخ الإسلامي.
7- جنوب السودان وصناعة التأمر ضد ديار المسلمين
8- المستشرقون والتراث.
9- الحوار والتعددية قي الفكر الإسلامي.
10- أبو القاسم الزهراوى أول طبيب جراح قي العالم.
11- التبعية الثقافية: وسائلها ومظاهرها.
12- العقل عند الاصوليين.
13- العقل عند الغزالي.
14- الرسول في بيته.
15- نحو موسوعة شاملة للحديث النبوي الشريف(الكمبيوتر حافظ عصرنا).
16- فريضة الله قي الميراث والوصية.
17- الإخوان المسلمون والعمل السرى والعنف.
18- كلمة لابد منها (مجموعة مقالات).
19- إريتريا.. المأساة والتاريخ.
20- الاستشراق في الميزان.
21- الحزن في حياة رسول لله.
22- بضعة أسطر في كتاب التاريخ (مجموعة مقالات).
23- رعاية العرف في بناء الأحكام عند إمام الحرمين.
24- الجهاد في الإسلام.
وفاته:
توفي الدكتور الشيخ عبد العظيم الديب، صباح الأربعاء 20 من المحرم 1431هـ الموافق السادس من يناير 2010م، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة



الأكثر مشاهدة اليوم

حدث في مثل هذا الأسبوع

حدث في مثل هذا الأسبوع (23 - 29 من ذي الحجة)

وفاة علامة القراءات الشيخ عبد الرازق علي إبراهيم موسى 23 من ذي الحجة 1429هـ(2008مـ): الشيخ عبد الرازق علي إبراهيم موسى...المزيد