الأول: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، ولد في مكة المكرمة قبل الهجرة بثلاث سنين، وكان يكنى بأبي العباس، وقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالفهم في القرآن، فكان يسمى "البحر" و"الحبر" لسعة علمه وفقهه، رغم أنه كان ابن ثلاث عشرة سنة حين تُوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أخذ عن كبار الصحابة رضوان الله عليهم، حتى صار من أكثر من روى الأحاديث من الصحابة، وكانت وفاته بالطائف سنة ثمان وستين من الهجرة، رضي الله عنه وأرضاه.
الثاني: عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نُفيل القرشي، ابن ثاني الخلفاء الراشدين، وأخو حفصة أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ولد بمكة المكرمة بعد البعثة بأربعة أعوام، ولازم النبي صلى الله عليه وسلم ملازمة تامة، وكان أكثر العبادلة اقتفاء وتتبعا وتطبيقا لما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يكنى بأبي عبد الرحمن، وكان آخر من مات من الصحابة بمكة بعد أن كُفّ بصره سنة ثلاث وسبعين من الهجرة، رضي الله عنه وأرضاه.
الثالث: عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي، أسلم قبل أبيه، ولم يكن بين مولدهما إلا اثنتا عشرة سنة فقط، وقد استأذن النبيَّ صلى الله عليه وسلم في كتابة ما يسمع منه، فأذن له النبيُّ صلى الله عليه وسلم في ذلك، فكان من المُكثرين في الرواية، وكان عالما بالتفسير عابدا مجاهدا، وكان يكنى بأبي عبد الرحمن، ومات سنة خمس وستين من الهجرة، وكان أكبر العبادلة سنا، رضي الله عنه وأرضاه.
الرابع: عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي، ولد عام الهجرة، وكان أول مولود للمسلمين بالمدينة النبوية، وحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير، وكانت خالته السيدة عائشة رضي الله عنها تُعنَى به وتتعهده، حتى كنيت باسمه، فكان يقال لها: أم عبد الله؛ لأنها لم تنجب ولدًا، وكان من شجعان الصحابة، وانشغل بالجهاد فلم يُكثر من الرواية، وكان لا ينازع في ثلاثة: الشجاعة والعبادة والبلاغة، وكان يكنى بأبي بكر، كما أنه ولي الخلافة حتى قتله الحجاج بن يوسف الثقفي سنة ثلاث وسبعين من الهجرة، رضي الله عنه وأرضاه.
والصحابي الجليل أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ليس من (العبادلة) لكبر سنه عنهم وتقدم وفاته، فقد قيل للإمام أحمد بن حنبل: فابن مسعود؟ قال: ليس هو من العبادلة.
وقد ونظمهم شرف الدين الأرمنتي فقال:
إن العبادلة الأخيار أربعة مناهج العلم في الإسلام للناس