الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حقــائق.. ومغفـلــون

حقــائق.. ومغفـلــون

حقــائق.. ومغفـلــون

إذا كان غريبًا ـ بل وعجيبًا ـ أن تشن أمريكا ـ منذ قارعة 11 سبتمبر سنة 2001م ـ حربًا عالمية على ما تسميه "الإرهاب"، دون الاتفاق على معنى هذا الإرهاب!!.. بل وفي ظل الإصرار على رفض عقد مؤتمر دولي تتفق فيه الحضارات العالمية وثقافاتها على تعريفه لهذا "الإرهاب"!..

إذا كان ذلك غريبًا ـ وعجيبًا ـ بل ومريبًا ـ فإن السر في هذا الموقف الغريب والعجيب والمريب هو أن هذه الحرب العالمية الجديدة قد أرادها البعض حربًا على "الإسلام" تحت عنوان "الإرهاب"!.. ويشهد على هذه الحقيقة التي لم يعد بالإمكان إخفاءها:

1ـ أن الرئيس الأمريكي "جورج بوش ـ الصغير" قد وصف هذه الحرب ـ في 16 سبتمبر سنة 2001م ـ أي قبل بدء التحقيق في قارعة سبتمبر ـ بأنها "حملة صليبية".. أي حرب دينية مقدسة!.. أي حرب دين ضد دين آخر ـ كما كان الحال مع الحروب الصليبية ضد الإسلام في العصور الوسطى!..
2ـ ولم تفلح محاولات الاعتذار عن هذا الوصف بالقول إنه مجرد "زلة لسان" حتى أن مدير إذاعة الفاتيكان "الكاردينال باسكوالي بورجوميو" قد أكد دقة هذا الوصف وطبيعة هذه الحرب الأمريكية فقال: "في الوقت الذي يدعو الفاتيكان إلى التعقل، ويشجع العمل الدبلوماسي، ويدافع عن الحق الدولي ـ (أي الشرعية الدولية) ـ نرى في الجانب الآخر قوة عظمى ـ أمريكا ـ تقودها إدارة خوّلت لنفسها مهمة إنقاذية ـ (مقدسة) ـ واتخذت لهجة ومواقف صليبية"!

3ـ كما عبر بابا الفاتيكان "يوحنا بولس الثاني" (1922 ـ 2005م) عن "خشيته من أن تثير الحرب الأمريكية على العراق صراعًا دينيًا.. بين المسيحيين والمسلمين"..

4ـ وقال الكاردينال "بيولاجي" ـ مندوب البابا في المساعي الدبلوماسية لتجنب الحرب على العراق ـ أوائل سنة 2003م ـ: "إنها حرب ستقودنا إلى مستقبل مظلم سيقوض فرص الحوار بين المسيحية والإسلام".

5ـ وقال الأنبا "يوحنا قلته" ـ نائب البطرك الكاثوليكي في مصر ـ: "إن بوش يستخدم المسيح درعًا والصليبية ثوبًا للدفاع عن مصالح أمريكا المادية.. وإنه كان يقصد تمامًا معنى عبارة "الحملة الصليبية".. ولم تكن أبدًا زلة لسان"..

6ـ ووصف الرئيس الأمريكي الأسبق "جيمي كارتر" أيديولوجية الإدارة الأمريكية الحالية ـ التي شنت هذه الحرب ـ بأنها أيديولوجية "المؤتمر المعمداني للجنوب الأمريكي ـ ساوثيرن بابتيستكو نفنشون" ـ المعروف بالالتزام اتجاه إسرائيل من منطلقات ثيولوجية ضيقة تستند إلى فكرة آخر مرحلة حياتية قبل حلول يوم الدينونة"

7ـ وأعلن السناتور الأمريكي "إدوارد كنيدي" والسناتور "بابريك ليهي": "إن الإدارة الأمريكية مدفوعة إلى هذه الحرب "بحماسة مسيحية"!.

8ـ ووصفت "النيوزويك" ـ الأمريكية ـ الرئيس بوش ـ قائد هذه الحرب ـ بأنه "حامل البشارة.. الذي يؤمن بأن حربه على العراق عادلة وفق المفهوم المسيحي للقديس أوغسطين (352 ـ 430 م) الذي فصّله القديس توما الأكويني (1225 ـ 1274م) ومارت لوثر (1487 ـ 1546م).. وأنه عند استخدام مصطلح "الأشرار" قد نبس هذه الكلمة من سفر المزامير.. وأنه يفكر في سياسة خارجية تستند إلى الإيمان المسيحي.. وأنه يحظى بتأييد قساوسة الجناح السياسي للمؤتمر المعمداني الجنوبي، الذي يسبون رسول الإسلام ـ ويعتبرون الإسلام إيمانًا عنيفًا فاسدًا.. ويرغبون في تحويل المسلمين إلى المسيحية"!!..

تلك شهادات أمريكية على طبيعة هذه الحرب العالمية التي تقودها أمريكا ضد الإسلام، تحت لافتة الإرهاب.. ومع ذلك كله، لا يزال لدينا مغفلون يتغافلون عن حقائق ودلالات هذه الشهادات!

ــــــــــــــــــ

محمد عمارة

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة



الأكثر مشاهدة اليوم

خواطـر دعوية

فأما اليتيم فلا تقهر

إن مظلة العدالة في الإسلام تحمي الضعاف، وتحنو على الصغار وتحفظ حقوقهم وتنظم علاقاتهم فلا يستذل فيها ضعيف لضعفه،...المزيد