* بداية نقول بأن الزواج العرفي لا يمثل ظاهرة في المجتمع الكويتي كما هو الحال في دول كثيرة كمصر مثلاً التي اعترفت وزيرة شؤونها الاجتماعية بوجود 170 ألف حالة زواج عرفي بين صفوف طلبة وطالبات الجامعات فقط التي يدرس فيها مليون طالب وطالبة ، ولكن القول بذلك لا يعني أن هذا الزواج لا وجود له أو أنه مجرد حالات نادرة ، ولا أقول هذامن فراغ فقد سبق لي التحقيق صحفيًا في هذا الموضوع (الأنباء - العدد 8153 - 26 يناير 1999) وكانت وجهتي بالطبع إلى الجامعة وهناك بين أسوارها وبعد جهد جهيد للغاية استمعت لحكايات مثيرة ومؤلمة سأسوق منها ما قل قليلًا ودل كثيرًا ؟ .. إحدى الطالبات مثلاً حدثتني عن تجربة زميلة لها هرب منها زوجها المزعوم بعد أن سلبها أغلى ما تملك ؟ ولأن صوتها كان يتسم بالألم الممزوج بالندم فقد صوبت سهام نظري إليها فإذا بالدمع يكاد يترقرق في مقلتيها فاستشعرت أنها والله أعلم تتحدث عن نفسها ، .. أخرى رفضت حياء التحدث مباشرة أمامي وقالت إنها تعرف حالة ستحدثني عنها هاتفيًا وطلبت رقم هاتفي ، وعبر أسلاك الهاتف اعترفت بأن الزواج العرفي توج قصة حب (تايتنك) التي عاشتها مع زميل لها لكن عريس الغفلة أدار لها ظهره بعد أن تحركت النطفة في أحشائها فسافرت إلى بلد عربي مع أختها التي صارحتها بما حدث وهناك أجهضت نفسها من وراء ظهر الأسرة ، ولقد سترت نفسها مؤقتًا كما تقول لكنها أردفت : فضيحتي مؤجلة ، .. ثالثة أقسمت بأنها صُدمت عندما سمعت بأذنيها زميلاً وزميلة لها بعد انتهاء المحاضرة يرددان صيغة التمليك (زوجتك نفسي !) .. وأنا قبلت زواجك !!، .. رابعة أخذت تناقشني في شرعية هذا الزواج مُصرة على أنه حلال مليون في المائة ما دام هناك عرض وقبول سشتهدة بأنه كان السائد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، .. خامسة قالت إن بعض الذين يقدمون عليه لا يبغون من ورائه سوى ورقة تؤمن عند اللزوم شرعية اللقاءات المحرمة إذا ما داهمت الشرطة عش غرامهم مؤكدة أنها عايشت أو استمعت لقصص عديدة في هذا السياق ، والغريب أن بعض الطالبات أكدن لي أن الأساتذة دخلوا الحلبة ونافسوا طلبتهم وتزوجوا عرفيًا بطالباتهم ، .. على الجانب الآخر كانت اعترافات الشباب مثيرة : الذين قال أحدهم إنه شهد سبع حالات زواج عرفي فيما أشار آخر إلى ما هو أخطر من الزواج العرفي "الصداقة بين الجنسين" والتي بدأت تأخذ أبعادًا خطيرة الله أعلم بنتائجها وانعكاساتها ،.. ثالث قال بأنه عايش حالة زواج لم تكن الطالبة تعتزم الاستمرار مع زوجها وتساءل : فما بالك به هو ؟
أكتفي بهذا وأقول بأن هذا النوع من الزواج اغتيال للشرف وللفضيلة وإهدار لكرامة المرأة وضياع لحقوقها وهو حتمًا كالوجبات الجاهزة والسريعة التي لا يمكن الاعتماد عليها دائمًا .
ولهذا فقد بات من الضروري مواجهة أمره وهو لا يزال في بدايته وقبل أن يصبح ظاهرة تمتد من الجامعات إلى المدارس الثانوية وتباع عقوده في المكتبات مع القرطاسية كما هو الحال في بعض البلاد فها هي المشكلة في مصر لم يتم محاصرتها منذ البداية فاستفحلت ورغم كل الجهود المخلصة التي تبذل لمواجهته ورغم مطالبة شيخ الأزهر والمفتي بسن قانون بتحريم هذا النوع من الزواج إلا أن الإحصائيات تشير إلى استمرار تفاقم الظاهرة.
إن العاقل من اتعظ بغيره ولهذا فإننا نناشد وزارات الأوقاف ، التربية والتعليم العالي ، الإعلام ، الشؤون الاجتماعية ، بضرورة تبني مواجهة هذا الأمر من خلال العمل بروح الفريق ويقيني أننا سننجح في تطويقه ومحاصرته خصوصًا وأن الناحية الاقتصادية ليست سببًا جوهريًا في إقدام البعض على هذا الزواج الذي قال ببطلانه معظم الفقهاء والعلماء .. فهل سيتم قبل هذا النداء ؟ .. ألا قد بلغت .. اللهم فاش
- الكاتب:
فوزي محمد عويس - التصنيف:
المقالات